
بعيدا عن التنظير.. إن رؤيتنا للمعارضة السياسية يعد منهجا أساسيا في بناء نظامنا السياسي المستدام لدولتنا الناجحة التي لم تولد بعد ، وبهذه المعارضة فقط يمكن ضمان عمل السلطات الثلاثة وفق الدستور اولا ، ووفقا لرؤى المصالح التي تستجد كل حين. فبالمعارضة يبدأ التغيير ، وبها يستدام البناء من خلال خطى التغيير ، نريد لمعارضتنا اليوم أن تكون حاضنة واقعية لكل المعارضين ، لكل حالة او شكل معارض ، ولكل القوى والحركات والشخصيات السياسية المعارضة ، كل ذلك في مقابل القوى السياسية المهيمنة والمتحكمة بالسلطة، تلك القوى الجاثمة على صدر العراق و التي خنقت انفاسه ، ولكننا نريدها فقط من خلال الوسائل السلمية المكفولة.
وفي الوقت نفسه لا نقبل باي مبرر يؤسس على إبقاء المعارضة الشكلية تحت قبة البرلمان والتي ازكمت الأنوف ، ذلك البرلمان الأسوء صيتا في تاريخ العراق الحديث وإن تضمن بعض الشخصيات الوطنية.
عمليا ، نخطط لاحتواء كل اشكال المعارضة الاحتجاجية وتوجيهها نحو حالة تكاملية مع جهدنا الوطني من اجل التغيير المنشود ، نرفض العنف ، ان التعبير في مواقع التواصل الاجتماعي مهم واساسي ولكنه غير كاف. نريد لهذه المعارضة ان تكون جزءا من مشروعنا الوطني في قيادة المعارضة نحو التغيير ، نريد تأسيس مفاهيم جديدة ، ثقافة جديدة وجديرة بالاهتمام على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي ، انها مفاهيم إجرائية للمعارضة وفق نمط جديد يحاكي افضل التجارب العالمية ، ونريده ان ينافس افضل النماذج العالمية وخصوصا تلك المعارضات الناهضة التي هي اساس تطور الانظمة السياسية في الغرب ،، نحن الان في مرحلة الشروع الفوري لتطبيق نموذج عراقي ريادي ، نريدها تجربة غير مسبوقة. لعلها تبدأ بمعارضة سياسية وطنية بناءة على مستوى المفاهيم والتثقيف ، نريد الشروع ونرفض التأجيل ، انها في ظاهرها وباطنها تعتبر معارضة شعبية ملبية للاجماع الشعبي ولا يختلف عليها اثنان من المنظور الوطني في بناء الدولة الصحيحة ، تستجيب لأعلى سقوف المطالب وفق خطوات وإجراءات تفصيلية ، ليس لدينا برامج سرية إلا في حدود مقتضيات العمل السياسي التنظيمي الخاص بنا.
معارضتنا اليوم تمتلك رؤية واضحة ، غير مشوهة ولا مشوشة ، نعمل وفق برنامج سياسي يتناول التفاصيل، ويتعامل وينتقل بسلاسة الى تفاصيل التفاصيل ، نمتلك برامج شاملة تؤهلنا لقيادة المرحلة القادمة بدون منافس ، لا نريد اقصاء احد ، لكننا نؤمن بعمل الفريق ووفق رؤيتنا هو مبني على الثقة بين اعضائه ،
نرى اننا سننجح، وان تأخر النجاح فلن يتأخر اكثر حتى ننجح ويستمر النجاح لمن يأتي بعدنا ، نرفض فكرة الاحتكار و لدينا البديل السياسي المتكامل المؤهل لقيادة الحالة الجديدة ، لدينا الفرصة الآن ، كيف لا و نظامنا السياسي فقد مشروعيته منذ فترة طويلة ولم يفلح في استرداد الثقة التي تؤهله مرة اخرى . لا نزايد على وطنية احد ، لعلنا اكثر تسلحا بالعلم ، لدينا اطار تنظيمي ومنظومة قيادة تتفاعل مع الواقع وفق منهجية علمية تحقق اهدافنا في إنجاز مشروع التغيير الشامل في العراق .
بالطبع نرفض كل اشكال الممارسات والراديكاليات المتطرفة المتسمة بالعنف والاقصاء ، ونحن مع السلام المجتمعي في كل طبقاته ودرجاته ، لا بناء حقيقي من دون سلام ، ولا سبيل امامنا غير الطرق السلمية ، نتسلح بالوعي السياسي وقد نستفيد من الضغط الشعبي كوسيلة ، نحن من يتحمل المسؤولية الكاملة في قيادة وضبط مشروع التغيير ، ومن لديه القدرة والمؤهل فهو معنا . لقد نجحنا فعليا في بلورة المعارضة السلمية الوطنية داخل العراق و من بغداد وفي نفس الوقت ننفتح على كل اشكال المعارضة في الداخل والخارج ، نريد ان نصل الى اتفاقات معهم من اجل تبني مشروع وطني سياسي معارض يؤهلنا جميعا للدخول في مشروع قيادة الدولة وفق الاطر الديمقراطية التي يكفلها الدستور. وننجح مع الجميع ما دمنا متفقين على العمل السياسي السلمي الذي لا يخرج على الدستور والقوانين المعمول بها. ننجح مع الجميع من اجل الكل العراقي ما دمنا نعمل وفق رؤية وطنية غير فئوية ولا طائفية. سياسيا ، نريد ضمان مصالح العراق ولا توجد لدينا خطوط حمراء فوق مصالح العراق ومستقبل شعبه وأجياله.
